كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

بروحي كثير الغدر والظَّلم متبع ... قليل الوفا مرُّ القطيعة والمحك
/8 ب/ بخيل بريق الثَّغر لم ينور رقَّة ... لنا حل جسم مشبته دقَّة السِّلك
أأرجو فكاكا من هواه وإنَّني ... أسير له في ربقة الرِّقِّ والملك
أحلَّ بقلبي لوعة سحر طرفه ... فواحربا من سحر ناظره التُّركي
إذا ما أنثنى كالغصن عوَّذت قدَّه ... بحاميم والأحزاب والنَّجم والملك
دعا حسنه أهل الضَّلال إلى الهدى ... فأنقذ أهل الِّرك من شرك الشِّلاك
وله من قصيدة وأشندنيها الشيخ الأجل تاج الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن عمر القرشي العثماني الفارقي المقرئ الفقيه –أسعده الله تعالى- بمحروسة حلب عن قائلها: [من الكامل]
ما لاح بارق متألِّقا ... إلاَّ تذَّكرت الحمى والأبرقا
وسفحت سحب مدامعي أسفًا على ... شمل لنا السَّفح عاد مفرَّقا
يا ساكني أرض الحجاز حجرتم ... طيب الكرى عنِّي قبتُّ مؤرَّقا
وهواكم ما غار مدمع مقلتي ... مذغار حادي عيسكم يوم النَّقا
طلعت طلائع بينكم بطويلع ... وجزعت إذ بالجزع عزَّ الملتقى
تعس الفراق فكم أراق لنا دمًا ... فرقًا وكم من ناظر قد أرَّقا
/9 أ/ كم خان مغتربًا وشيَّب مفرقًا ... للعاشقين ولم فريًق فرَّقا
ولقد سألت فما حنا بالمنحنى ... حادي الرَّكائب حين ساًق الأينقا
الوى فليت لوى على ذى لوعة ... متشوِّ أودت به أيدي الشَّقا
عجبي لصبٍّ أوثقته صبابة ... يوم التَّفرُّق كيف يطمع في البقا
أم كيف يفرح في اللِّقاء متيَّم ... كلف الفراق به فغادره لقى
أبداً لذكر الهجر يخفق قلبه ... ولطالما رام الوصال فأخفقا
أمسى لنوم جفونه ودموعه ... بعد الأحبَّة مطلقًا ومطلِّقا
وقال من أخرى: [من البسيط]
له على كلفي في الحبِّ أعوان ... عيم وقدُّ كخوط البان فتَّان

الصفحة 70