كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ومبسم ريقه السنُّوت خامره ... خمر وطرف كحيل الجفن وسنان
يا للخلائق من يعدو على رشإ ... إخلافه موعدي ظلم وعدوان
محرَّم وصله تيهًا على دنف ... نصيبه منه إخفاق وحرمان
يردي المتيَّم منه حين يعوزه ... عذر له في الهوى صدُّ وهجران
كم رمت صبراً فلم أملكه قد فتنت ... عقلي من الرِّيم أحداق وأجفأن
فتور الحاظه المرضى أحلَّ دمي ... وحلَّ في القلب من جفنيه أحزان
/9 ب/ إنِّي لأرتاح في تقبيل عارضه ... إذا بدا فوق صحن الخدِّ ريحان
لو كنت ذا نهية تنهي إلى ورعي ... وراع روع لبارى الخلق عصيان
لما نظمت سوى شعر أظلُّ به ... مقرِّطًا ملكًا مدحيه إيمان
أندى ملوك الورى كفّا وأسمحهم ... سمحًا وأعرفهم بالعرف مذ كانوا
وله من أخرى: [من الكامل]
لو كان حسن الصَّبر من أعواني ... ما زادني قلقًا جنون جناني
هيهات لم يطق التَّصبُّر عاشق ... صالت عليه صوارم الأجفان
من كلِّ بيضاء الجبين يزينهأ ... قدُّ يقيم قيامة الإنسان
حوراء حرت بحسنها وصدودها ... من فتكها في القلب حدُّ سنان
وإذا تبدَّى وجهها بانت لنا ... شمس النَّهار على غصون البان
أشبيهة المرَّان لين معاطف ... عطفًا فهجرك والجفا مرَّان
أسرفت في ظلم المحبِّ فأحسني ... ودوام هذا الحسن بالإحسان
ولئن عنوت إلى سواك فلا شفي ... ممَّا يعاني فيك قلبي العاني
وقال: [من الكامل]
ومدلَّل أضحت دلائل حسنه ... كالشمس واضحةً لعين النَّاظر
/10 أ/ يسبي القلوب بناظر أجفانه ... مكحولة سحراً ووجه ناضر
ينهى وينهر سائليه تجبُّراً ... ومن البلاء سؤال ناهً ناهر

الصفحة 71