كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أيُّ عيش يطيب والعمر قد أربى ... على خمسة وسبعين عاما
كيف يلتذُّ في الحياة بعيش ... يتمنَّى لاقيه فيه الحماما
إنَّما العيش بالشَّباب لو اشتدَّ على ... طيبه الزَّمان دواما
نوَّرت فودي السٌّنون فيا ليت ضياء منحن كان ظلاما
ما أرى صحَّتي على كبر السِّنِّ ... أفادت إلاَّ ضنىً وسقاما
فكثيراً أقول: آه إذا رمت نهوضًا لحاجة أو قياما
وإذا ما مشيت [كنت] كأنِّي ... بتُّ أحسو مع الغواة المداما
صحبتني أولاد حام زمانًا ... أحصنوا صحبتي وماتوا كراما
ليتهم عمِّروا وكانوا على الدَّهر لأولاد عمِّهم خدَّاما
أكرم الشَّيب إنَّما تصحب الشَّيب إذا ما رأيته آثاما
/15 أ/ ثمَّ من بعده تصير إلى القبر فياليته أطال المقاما
وقال أيضًا: من السريع]
من يتمنَّ العمر فليتَّخذ ... صبراً على فقد أحبَّائه
وله: [من الوافر]
إذا ما جاوز السَّبعين عمري ... بخمس ثمَّ أردفها بخمس
يئست من البقاء وكيف أبقى ... وقد نعيت إلى بذاك نفسي
وقد أيقنت أنِّي عن قريب ... بلا شكًّ أكون رهين رمس
وكيف يلذُّ طعم العيش شيخ ... تصبِّحه المنيَّة أو تمسِّي
فيا ربَّاه جد بالعفو عنِّي ... فقد فرَّطت في يومي وأمسي

الصفحة 78