كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[4]
إبراهيم بن أبي الكرم بن المفرج القاضي، أبو إسحاق القبطي
أصله من القبط ومولده ومنشأه مصر.
اشتغل بالفقه والحديث، وقرأ شيئًا من العربية. وكان شاعراً مترسًلا ذا بلاغة /15 ب/ وفهم. وكان من الأسخياء، واسع المروءة، يجود بما تملك يداه. وتقدّم عندً الملوك، وحظي لديهم، وتولّى القضاء بمدينة موش وأعمالها بصعيد مصر الأدنى إلى أن توفي في شوال سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
أنشدني القاضي أبو الماثر عبد الصمد بن أحمد بن عبد الله المصري الأنصاري، قال: أنشدني القاضي أبو إسحاق لنفسه: [من الطويل]
لئن كنت عن طرفي بشخصك غائبًا ... فمعناك في قلبي معي لا يفارق
وشوقي لجهدي زائد وتصبِّري ... فقيد وإنِّي في الَّذي قلت صادق
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني القاضي قوله: [من الكامل]
يا عتاتبي ولو انتخيت لعتبه ... كان الأحقَّ بأن يعاتب دائما
والشَّخص ينسى ذنبه متعاميًا ... ويرى على عتب الصَّديق ملازما
[5]
إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن غازي بن عبد الله الحرّانيُّ، المعروف بابن النقيب.
/16 أ/ كان من أهل الأدب والفضل، دمث المعاشرة، حسن المحاضرة. وكان كحَّالا بالمارستان الذي أنشأه مظفر الدين كوكبوري بن علي بكتكين –رضي الله عنه- ويجتمع عنده الشعراء وأهل الفضل؛ وله طبع في النظم. وكان يحاضر بالحكايات والأشعار. وكان سريع المجون، خفيف الروح. توفي بحرّان سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
أنشدني أبو القاسم بن أبي النجيب بن أبي يزيد التبريزي، قال: أنشدني ابن

الصفحة 79