كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[8]
إبراهيم بن سليمان بن عبد الله، أبو إسحاق التيميُّ الخطيب الصرخديُّ.
كان يتولّى خطابه صرخة، وأنشأ حطبًا. وكان يترسل ترسلاً جيداً. وقرأ على أبي اليمن الكندي، ويقول شعراً يسلك فيه مسلك العرب من فخامة الألفاظ.
مدح الملك العادل وأولاده وأبناء صلاح الدين وجماعة من بني أيوب. وكان شاعراً فصيحًا في الإنشاد. وكان ذا فطرة صحيحة، وطبع سليم من اللحن.
أنشدني الشيخ العالم تاج الدين أبو الثناء محمود بن عابد بن الحسين التميمي الصرخدي /18 أ/ بدمشق بالمدرسة المنسوبة إلى الملك العادل محمود بن زنكي –رحمه الله- في شهر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني خالي جمال الدين إبراهيم لنفسه –وذكر أنه توفي بصرخد سنة سبع عشرة وستمائة، وبلغ أربعًا وخمسين سنة-: [من الطويل]
غدت والهوى نحو الحجاز يسوقها ... ونشر الخزامي والعرار يشوقها
يسهل منها ذروة الحزن وخدها ... ويطوى بأنفاس الغرام سحيقها
كأنَّ الثريا تنثني في حزامها ... إذا ما الصُّبا بالمسك وافى فتيقها
يشقُّ ذميلاً شقَّه اللُّيل شوقها ... ويعنقها حوذانها وشقيقها
ويجذبها حرُّ الجوى نحو سلعها ... ويشكو هواها بأنها وعقيقها
أعاذلتي كفِّي فيهاتيك دارها ... تلوح وما ذاك الفريق فريقها
معاهد في قلبي لهن معاهد ... وإن أخلفت من ساكنيها بروقها
لهم منزل يرعاه أسود ناظري ... سبوح بمرجان الدُّموع غريقها

الصفحة 82