كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[10]
إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق الكانمي.
الأديب النحويُّ الشاعر الأسود.
وكانم اسم بلد بلد بنواحي غانة وهي دار ملك السودان الذين بجنوب المغرب.
أخبرني شيخ الشيوخ [عبد الله بن عمر الجويني الدمشقي بها –رحمة الله تعالى-] قال: رأيته وقد قدم إلى مراكش في أيام السيد أبي يوسف يعقوب بن عبد المؤمن. ومدح كبراء الدولة، واختلط بساداتهم، وارتزق وانتفع بجاهاتهم.
وكانت العجمة في لسانه لكنه يعرب عن شعر فصيح، ولفظ /20 أ/ صحيح، ووزن مستقيم، ومعنى قويم. وكان يحفظ الجمل في النحو، وكثيراً من أشعار العرب.
قال: وذكر لي أنه اشتغل في بلد غانة، وتخرج بها مع أنَّها بلد كفر وجهل، وقد تردد إلىّ كثيراً، وذاكرني وجالسني؛ إلاَّ أني لم أجد في تعاليقي حين ألفت هذا المجموع سوى هذا القدر الذي علقته. فمنه قوله يمدح أبا إسحاق إبراهيم بن يعقوب. وكان قد انقطع إليه، ولازمه وحسده قوم من أصحابه على ذلك:
[من البسيط]
ما بعد باب أبي إسحاق منزلة ... يسمو إليها فتى مثلي ولا شرف
أبعد ما بركت عيسي بساحته ... وصرت من بحره اللجِّيِّ أغترف
همُّوا بصرفي وقد أصبحت معرفة ... فكيف ذلك وأسمي ليس ينصرف
يعني إبراهيم.
وقوله يخاطبه على عادتهم في المخاطبة بلفظ الجمع، ويذكر السواد، وأنشده لنفسه: [من الطويل]

الصفحة 85