كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني أبو الفضل [العباس بن بزوان بن طرخان] الموصليّ، قال: أنشدني إبراهيم بن سليمان لنفسه يمدح الملك الأشرف مظفر الدين أبا الفتح موسى بن العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي –رحمه الله تعالى-: [من البسيط]
رام العواذل إصلاحي وما شعروا ... أنَّ الهوى جمرة بالعذل تستعر
باتت تنمِّق لي من زورها عذلاً ... كأنَّه في حواشي مسمعي إبر
وتستقل الَّذي ألقى وقد علمت ... أنَّ الغرام الَّذي استعذبته صبر
يا راقي الدَّمع إنَّ العين في فرق ... يا راقد اللَّيل قد أدوي بي السَّهر
من مسعدي من عذيري من هوى رشًأ ... خاطرت بالنَّفس فيه والهوى خطر
ما كنت أحسب أنًّ الحبَّ يملكني ... وأن ليث الشَّرى يصطاده النَّظر
/21 ب/ إن أومض البرق من شرقيِّ كاظمة ... باتت مدامع من عينيك تبتدر
يجدُّ لي خطرات الشَّوق ذكركم ... الله ما تصنع الأشواق والذِّكر
إذا اللَّيالي بما نهواه كافلة ... والعيش رطب وإذ غصن الصِّبا نضر
لياليًا كنَّ عمر الدَّهر فانقرضت ... عنَّا وللهَّو في أبنائه عمر
ويوم لهم ظللنا ساجدين له ........... الكأس لمَّا أذَّن الوتر
ويوم وجد وصلناه بليلته ... يكاد يقبس منه الجمر والشَّرر
حتَّ بدت غرَّة الإصباح تلمع في ... مهلهل النَّسج في أذياله قصر
كأنَّها يد موسى أو تبسُّمه ... أو ضوء غرُّته والنَّقع يعتكر
شاه أرمن بن أبي بكر أعم ملوك الأرض جوداً إذا لم يورق الشَّجر
قالت سليمى وقد جدَّ الرُّحيل بنا ... عنهأ فدمعتها في الخدِّ تنحدر
حتَّى م ترحل أنضاء المطيِّ ولا ... ي، فكُّ غرمك مقرونا به سفر
يا هذه إنَّني آو إلى ملك ... تشاركت في نداه البدو والحضر
ليست لغير النَّدى والباس همَّته ... لله والمجد ما يأتي وما يذر
ترى الوفود إلى أبوابه زمراً ... أمامها زمر وخلفها زمر
حتَّى إذا وردوا ساحاته نزلوا ... بماجد يهب الدُّنيا ويعتذر

الصفحة 87