كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

/22 أ/ أفعاله غرر في المجد واضحة ... بيض وأيَّامه في دهره غرر
ماضي الشَّباه له يومان يوم ندًى ... ويوم بأس كلا يوميه مشتهر
لو أنَّه رام فوق الشمس منزله ... ما عاق عمَّته عجز ولا خور
لو طاولته يد الأيَّام طاولها ... عبل الذِّراعين ما في باعه قصر
بذَّ الملوك ومأ يألون في طلب ... ففي أعنَّتها عن قصده زور
تكبو السَّوابق في آثار عزمته ... والجدُّ منها وفيها القيق والضمر
جمُّ النَّوال يعمُّ النَّاس نائله ... كفَّاءه تفعل ما لا يفعل المطر
أعطى فلم تخل كف من مواهبه كالبحر يلفظ في اعباره الدُّرر
تبيت أعداؤه منه على حذر ... هيهات ينفع منه الخوف والحذر
في كلِّ ثغر نذوب من وقائعه ... حتَّى اللَّيالي بها من مسِّها أثر
يغدو أمام الخميس المجر يقدمه ... كأنَّه فيه ليث الغابة الهصر
مسدَّد الحزم ماضي العزم يصحبه ... أنَّي سرى أو أقام النَّصر والظَّفر
يا ربَّ حومة حرب قد نقعت بها ... صدى السُّيوف ونار الحرب تستعر
مهما الصَّوافن حيرى والكمأة لقًى ... والمضرفيَّة كلمى والقنا كسر
والنَّقع أسفع والأبطال عابسة ... والبيض ..........................
/22 ب/ وكنت أشجع من يلفى وأكرم من ... يسمى وأفضل من ينمى ويفتخر
يجلو الخطوب إذا أسودَّت غياهبها ... كما يجلي مراد الظُّلمة القمر
يروق رائيه منه منظر حسن ... يلقاه أحسن منه حين يختبر
باتت تمثِّل لي فيك المنى أملاً ... فسرت نحوك لم ينفذ بي الطير
يا دهر ويحك نكِّب عن محاربتي ... إنِّي بني أيُّوب منتصر
الأشرف القمر الملك الَّذي حسدت ... مقامه في السَّماء الأنجم الزُّهر
وزاد فضلاً بني أيُّوب أن كرموا ... في النَّاس أصلاً وطاب الظِّلُّ والثَّمر
عجبت من ظمأ إن جرت بي هممي ... على موارد ماء صفوها كدر
سارت إليك وآمالي أزمَّتها ... يقتادها الجود لا الأرسان والعذر
يحملن كلَّ بديه النَّسج مطَّرد ... يهدي إليك ثناء نشره عطر
كأنَّه روضة جاد الوليُّ بهاً ... حتَّى تأرَّج من أكمامها الزَّهر

الصفحة 88