كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ومقلتاها وخدَّاها وطرَّتها ... لخلت في الوجه منها روضة أنفا
حتَّى نأت فغدا لي من قطيعتها ... وبعدها سببا قتل قد اختلفا
ألفتها ونأت عنِّي فرحت به ... حلف الضَّنى والمعنَّى كلُّ من ألفا
لا ارتضي عيشتي من بعدما ما تركت ... يد النَّوى بدني طول المدى دنفا
أبكي دمًا بعد تفريق الفريق أسى ... من بعدهم وكفى جفنيَّ ما وكفا
يا ذا الملامة فيهم لم تعنِّفني ... إنَّ الصَّفا لو رأى حالي بهم لصفا
دعني أكابد برح الحبِّ في كبد ... جرى وأندب ربعًا قد خلا وعفا
وأستقلُّ بعبء لو تحمَّله ... رضوى لأوهاه حتَّى كلَّ أو ضعفا
/28 ب/ كشفت ستر هواهم بألصُّدود كما ... غازي بن يوسف طرق الجود قد كشفا
ملك إذا عدم الأجواد كلُّهم ... كانت فضالة ما يولي لهم خلفا
تنقَّل الجود لم يبلغ لدى أحد ... مدى فحين تناهى عنده وقفا
لطف ينيلك ما ترجو ويكنفه ... بأس فؤاد اللَّيالي منه قد رجفا
في كلِّ يوم يرى من فيض أنعمه ... ما لا رأى مثله جوداً ولا عرفا
قالوا: غدا الكرم الموصوف منه يداً ... لما أستعدَّ به يومًا ولا وصفا
أستودع الله من سارت ركائبه ... عنِّي فأودعني من بعده أسفا
جاد الزَّمان على حين برؤيته ... وكان مثل خيال في الكرى خطفا
أمر عيشي منَّاه وكدَّره ... من بعد ما كانً فيه قد حلا وصفا
فرحت أوسع دهري من جوى وهوى ... حمداً وذمًا لما أولى وما اقترفا
يا ابن الملوك الألى لولا مآثرهم ... لم يوجد الجود مأثوراً ولا عرفا
الباذلي عرفهم والسَّحب مخلفة ... والمانهي جارهم والدَّهر قد جنفا
ما أشرفت من هضاب المجد منزلة ... إلاَّ تعالوا على هاماتها شرفا
فرَّقت وفرك في الدُّنيا فعاد وقد ... أعاد مجدك موعوداً ومؤتلفا
ذكاءك الصُّبح إن ليل الشُّكوك دجا ... وبأسك الجار أن رسم الجوار عفا
/29 أ/ إن يدَّعي الفخر أقوام فحقُّكم الموروث متَّلداً منه ومطَّرفا
ألست من معشر نادت مكارمهم ... في النَّاس إنَّ محيَّا الجود قد كشفا
من آل أيُّوب حيث الملك منسبل ... والحمد مغتنم والظِّلُّ قد ورفا

الصفحة 96