كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

حدثني الصاحب أبو البركات في تاريخه، قال: توفي أبو إسحاق بإربل ليلة الجمعة تاسع شهر رمضان سنة عشرين وستمائة. ووصى أن يحمل إلى كفر عزّة ويدفن بها ومولده كان فيها- فحمل ودفن بها.
ثم قال: وذكر لي القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الكفر عزّي: أن عمره خمس وثمانون سنة.
وأنشدني الصاحب أبو البركات، قال: أنشدني أبو إسحاق /30 أ/ لنفسه: [من الطويل]
لعمرك ما فعل الأسود إذا أعتدت ... ولا السمهريَّات العوالي ولا الظُّبا
كما تفعل الأشواق في قلب وامق ... إذا حنَّ يومًا للمعالم أو صبا
[18]
أنشد هذه القصيدة القاضي السعيد العالم جمال الإسلام شرف السادة بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب، قال: أنشدني إبراهيم بن علي الإربليّ لنفسه: [من الوافر]
لئن صدقت سعاد في المقال ... ولجَّت في القطيعة والدَّلال
ونفَّرها مشيبي فاسترابت ... وكانت لا تحيد عن الوصال
ولم أصل الخرائد كاعبات ... وقد غفل الرَّقيب عن السُّؤال
خليَّ القلب من فكر وهمًّ ... يقلقلني ومن داء عضال
وما ترك المشيب عليًّ حالاً ... تميل إليه رَّبات الحجال
فمأ أخشى إذا ما كان عوني ... بهاء الدِّين من غير اللَّيالي
فتى كالبدر يزهو حين يسمو ... ليالي تمِّه عند الكمال
/30 ب/ تصدَّى للعلا مذكان طفلاً ... وها هو بالعلا والمجد حالي
يجلُّ عن القياس بكلِّ فنًّ ... ويكبر أن يمثَّل في مثال
ولو جاراه حاتم في نوال ... كبا من حيث يجري في المجال
له همم تجلُّ عن العوالي ... وتزري بالمهندة الصِّقال

الصفحة 98