كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أمين الملك في الأشياء جمعًا ... صدوق في المقال وفي الفعال
له قلم به الأرزاق تجري ... وفي الأعداء تجري بالنَّكال
تخال مداده سم الأفاعي ... وشقَّة رأسه حدَّ النِّصال
فقد يغني عن الأسياف فيما ... يشطِّره وعن سمر العوالي
إليه شددت أكوار المطايا ... مجنِّحة لسيري وأرتحالي
وليس إلى سواه مددت كفّا ... لأنَّ على مكارمه أتِّكالي
أمولانا بهاء الدِّين خذها ... مهذَّبة كنظم بالَّلآلي
يروق النَّاس مسمعها بلفظ ... على الأسماع كالماء الزُّلال
بلا كدر ولا نظم يشيهًا ... ولا مضمونه طول المطال
وعلمك أيُّها المولى بأنِّي ... كما تختأره العبد الموالي
لمجدك بعد حيدرة وسبطي ... رسول الله والتِّسع التَّوالي
/31 أ/ ولست لغيرهم أهوى ولكن ... مدارة الزَّمان على الرِّجال
ولا برحت نجومك في سعود ... ولا أذنت سعودك بانتقال
[19]
إبراهيم بن عمر، أبو إسحاق الجزريُّ، المعروف بابن الزرقاء.
من أهل الجزيرة العمرية.
كان يعلّم الصبيان ويتردد إلى الأمراء يعلّم أولادهم الخط. وكان يكتب الخط الحسن، ويقول شعراً طيبًا سهلاً؛ يضمنه المجون والهزل، ويعرف الحكايات النادرة. ويحضر مجالس الكبراء والصدور، ويقبلون عليه ويكرمونه لظرفه وحسن محاضرته، ويتنافسون فيه لدماثة أخلاقه. وكان مع ذلك حافظًا للقرآن الكريم، ذا دين متين وخير وصلاح، مغرًى بالزواج لا يصبر عن ذلك.

الصفحة 99