كتاب فيض الباري على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

يقصِدُ ذلك، بل قَصَدَ أن يُبيِّن أن الإشارات بالنبي صلى الله عليه وسلّم جاءت من كل طريق، وعلى لسانِ كل فريق: من كاهنٍ، أو منجمٍ مُحقَ أو مُبطلٍ، إنسي أو جني. وهذا من أبدع ما يُشير إليه عالمٌ أو يَجْنَحُ إليه محتج.

تأثيرات النجوم
واعلم أنه لا يُنكر عن آثارها الطبيعية كالحرارة والبُرودة، لكن لا أثر لها في السعادة والنُّحوسة عند جمهور العلماء خلافًا لبعضهم (¬1).
(يختَتِنُون) وكان الكفار أيضًا يختتنون تبعًا للملة الحنيفة. وكانت الخَتْنَة في دين عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام أيضًا لكن محى عنه البولوس.
(ملك غسان) هو صاحب بُصْرى.
(فسجدوا له) وكانت السَّجْدةُ عند بني إسرائيل وهي الانحناءُ لغةً. ثم الانحناءُ أيضًا جُعِل مكروهًا تحريمًا في شريعتنا.
(فكان ذلك آخر شأن هرقل) لما كان أمر هرقل عند كثير من الناس مستبهمًا أشار الراوي إلى آخر حالِهِ.
...
¬__________
(¬1) قلت: وفي "المشكاة" عن قتادة قال: "خلق الله تعالى هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا يعلم" ورواه البخاري تعليقًا ورواية رزين: "وتكلف ما لا يعنيه وما لا غلم له به، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة". وعن الربيع مثله وزاد: "والله ما جعل الله في نجمٍ حياة أحدٍ، ولا رزقه، ولا موته، وإنما يفترون على الله الكذب ويتعللون بالنجوم".

الصفحة 119