كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 1)

«والذي نفسي بيده؛ إنه مكتوب عند الله عزّ وجل في السماء السابعة: حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله» (1).
ورثاه كعب بن مالك-وقيل: عبد الله بن رواحة (2) -بقوله: [من الوافر]
بكت عيني وحقّ لها بكاها … وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا … أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا … هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدّت … فأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان … يخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا … فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم … بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عني لؤيّا … فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر … غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعا … عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرّا جميعا … وشيبة عضّه السيف الصقيل (3)
ألا يا هند لا تبدي شماتا … بحمزة إن عزّكم ذليل
ألا يا هند فابكي لا تملّي … فأنت الواله الحرّى الثكول
ولم يعقب حمزة رضي الله عنه (4).
_________
(1) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 198)، والطبراني في «الكبير» (3/ 149) كلاهما عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فراوي الحديث هو أبو لبيبة وليس جده.
(2) القائل: هو ابن إسحاق كما نقل ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ص 137).
(3) عضّه بالسيف: ضربه به.
(4) قال في «التبيين» (ص 147): (قال مصعب: ولد لحمزة خمسة رجال لصلبه كلهم ماتوا عن غير عقب، ولم يبق لحمزة عقب).

الصفحة 52