كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 1)

21 - [عبد الله بن جحش] (1)
عبد الله بن جحش بن رياب-بكسر الراء-ابن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أمه أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
أسلم قديما قبل دخوله صلّى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة هو وأخوه أبو أحمد، وعبيد الله، وأخواتهم: زينب-أم المؤمنين-وأم حبيبة وحمنة بنت جحش، فتنصر عبيد الله بالحبشة، ومات بها نصرانيا.
وهاجر عبد الله المذكور وأخوه أبو أحمد وأهله إلى المدينة، وأمّره رسول الله صلّى الله عليه وسلم على سرية، وهو أول أمير أمّره، وغنيمته أول غنيمة في الإسلام.
ثم شهد بدرا ثم أحدا، ودعا يوم أحد أن يقاتل ويستشهد، وتقطع أنفه وأذنه، ويمثل به في الله تعالى، ورسوله صلّى الله عليه وسلم، فاستجاب الله دعاءه، فاستشهد وعمل به الكفار ذلك، وكان يقال: المجدّع في الله، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد-رضي الله عنهما-وعمره يومئذ نيف وأربعون سنة.
قال الحافظ يحيى العامري في «البهجة»: (ولا يعلم من قبور شهداء أحد معينا غير قبريهما، وعليهما قبة عالية، وشاهدت حول مشهدهما ببطن الوادي آراما من حجارة متفرقة، يقال: إنها قبور الشهداء رضي الله عنهم، والله أعلم) (2).

22 - [مصعب بن عمير] (3)
أبو عبد الله مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري، كان من فضلاء الصحابة وخيارهم.
أسلم والنبي صلّى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه.
_________
(1) «طبقات ابن سعد» (3/ 84)، و «الاستيعاب» (ص 386)، و «الأنساب» (5/ 30)، و «أسد الغابة» (3/ 194)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 262)، و «تاريخ الإسلام» (2/ 200)، و «الإصابة» (2/ 278).
(2) «بهجة المحافل» (1/ 205).
(3) «النسب» لابن سلام (ص 204)، و «طبقات ابن سعد» (3/ 107)، و «الاستيعاب» (ص 698)، و «التبيين» (ص 243)، و «أسد الغابة» (5/ 181)، و «سير أعلام النبلاء» (1/ 145)، و «العقد الثمين» (7/ 214)، و «الإصابة» (3/ 401).

الصفحة 53