كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 1)

وقال الكاشغري: (استشهد يوم أحد، وقيل: يوم حنين.
قال: روي أنه لما وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى أحد .. وجه معه أبو سفيان بن الحارث، وصحابي آخر، قال الصحابي: اللهم؛ لا تردني إلى أهلي، وارزقني الشهادة مع رسولك، وقال أبو سفيان: اللهم؛ ارزقني الجهاد مع رسولك والمناصحة له، وردني إلى عيالي وصبيتي؛ حتى تكفيهم بي أو تلفهم بي، فقتل أبو سفيان، ورجع الآخر، فذكر أمرهما لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «كان أبو سفيان أصدق الرجلين نية» رضي الله عنهما) (1).

42 - [غسيل الملائكة] (2)
حنظلة بن أبي عامر الراهب، واسم أبي عامر: عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة، كذا في «تهذيب النووي» (3)، وفي «سيرة ابن هشام»: (صيفي بن نعمان بن مالك بن أمية) (4)، الأنصاري الأوسي المدني، من سادة الصحابة وفضلائهم.
وعرف بغسيل الملائكة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال لما استشهد بأحد: «ما شأن حنظلة غسلته الملائكة؟ » فسألوا امرأته، فقالت: سمع الهيعة وهو جنب (5)، فلم يتأخر للاغتسال (6).
وكان أبوه يعرف في الجاهلية بالراهب، فسماه النبي صلّى الله عليه وسلم: الفاسق، مات على كفره بالشام سنة تسع، وقيل: عشر.
رحم الله حنظلة ورضي عنه.
_________
(1) «مختصر أسد الغابة» (خ/375/ب).
(2) «النسب» لابن سلام (ص 224)، و «طبقات ابن سعد» (4/ 290)، و «الاستيعاب» (ص 139)، و «الأنساب» (4/ 297)، و «أسد الغابة» (2/ 66)، و «تاريخ الإسلام» (2/ 201)، و «الإصابة» (1/ 360).
(3) انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 170).
(4) «سيرة ابن هشام» (3/ 123).
(5) الهيعة: الصيحة.
(6) أخرجه ابن حبان (7025)، والحاكم (3/ 204)، والبيهقي (4/ 15).

الصفحة 60