كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 1)

وكان له ناقة تسمى: (القصواء) .
منهما يومئذ إن ثبت أنّها كانت صحبته، وإلّا فما في «الصّحيح» أصحّ.
وأغرب النّوويّ؛ فقال: البيضاء والشّهباء واحدة، ولا يعرف له بغلة غيرها.
وتعقبوه بدلدل، فقد ذكرها غير واحد، لكن قيل: إنّ الاسمين لواحدة، وهذا القيل زعمه ابن الصّلاح، وهو مردود؛ بأنّ البيضاء الّتي هي الشّهباء أهداها له فروة بن نفاثة، ودلدل أهداها له المقوقس. انتهى «زرقاني» .
وله صلّى الله عليه وسلم بغال غيرها ذكرها في «المواهب» ، و «فيض القدير» للمناوي و «شرح الإحياء» .
(وكان له ناقة تسمى: «القصواء» ) - بفتح القاف والمدّ على غير قياس، والقياس القصر؛ كما وقع في بعض نسخ البخاريّ رواية أبي ذر- والقصو: قطع طرف الأذن. وقد قيل: كان طرف أذنها مقطوعا. وزعم الدّاوودي شارح البخاريّ: أنّها كانت لا تسبق، فقيل لها: القصواء لأنّها بلغت من السّبق أقصاه.
قال القاضي عياض: ووقع في رواية العذري في «مسلم» بالضّمّ والقصر [قصوا] «1» !! وهو خطأ. وقال الخطّابي: أكثر أصحاب الحديث يقولون بالضمّ والقصر، وهو خطأ فاحش. إنّما القصوى تأنيث الأقصى؛ كالسّفلى تأنيث الأسفل، وهي الّتي هاجر عليها؛ كما قاله الواقدي وتبعه غير واحد من الحفّاظ.
اشتراها من أبي بكر بثمانمائة درهم، وكانت من نعم بني قشير، وعاشت بعده صلّى الله عليه وسلم وماتت في خلافة أبي بكر، وكانت مرسلة ترعى بالبقيع؛ ذكره الواقديّ.
وعند ابن إسحاق أنّ الّتي هاجر عليها الجدعاء، وكانت من إبل بني الحريش؛ وكذا في رواية «البخاري» في غزوة الرّجيع. وابن حبّان؛ عن عائشة؛ وهو أقوى إن لم نقل إنّهما واحدة، وكان على القصواء يوم الحديبية ويوم الفتح، ودخل عليها مردفا أسامة.
__________
(1) إضافة للإيضاح ليست في الأصل.

الصفحة 617