كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

(وقوله: (الوافر)
وكنتَ السَّيْفَ قائِمُهُ إليهم ... وفي الأعْدَاء حَدُّكَ والغرارُ
فأمْسَتْ بالبَدِيَّةِ شَفْرَتَاهُ ... وأَمْسَى خَلْفَ قائِمِهِ الحِيَارُ
قال: الحيار أقرب إلى العمارة من البدية، والبدية أدخل في البر من الحيار، فلما خالفوه ضربهم بالسيف الذي كانوا يضربون به أعداءهم، ثم عظم حال لسيف فقال: كان الحيار خلف قائمه؛ أي: قائمة أدنى إلى العمارة من الحيار وكانت شفرتاه، وقت كون قائمه دون الحيار بالبدية، وبين الحيار والبدية مسيرة ليلة، فطال السيف إليهم لطول باع حامله وراءهم، فكأنه مد يده إليهم فلم يفوتوه.
فيقال له: إذا كان الحيار أقرب إلى العمارة - كما ذكرت - وكان خلف قائمه،
فكيف يكون قائمه أدنى إلى العمارة من الحيار وهو خلفه؟! هذا خلف من القول! والمعنى: إنه

الصفحة 100