كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وأقول: إنه فهم المعنى مقلوبا!
قال الواحدي: قال ابن فورجة: لفظ البيت لا يساعده على واحد من التفسيرين؛ فإنه ليس في البيت ذكر التشاكي ولا المسارة في الصهيل، ولكن المعنى أنها تتصاهل من غير سرار، وليس السرار من عادة الخيل، أي: إن سيف الدولة لا يباغت العدو ولا يطلب أن يكتم قصده العدو لاقتداره وتمكنه، والذي يطلب المباغتة والتستر عن عدوه يضرب فرسه على الصهيل كما قال: (المتقارب)
إذا الخَيْلُ صَاحَتْ صِياحَ النُّسور ... حَزَزْنَا شَراسِيفَها بالجِذَمْ
وقوله: (الوافر)
لَهُمْ حَقٌّ بِشَركِكَ في نِزَارٍ ... وأَدْنَى الشَّركِ في أَصْلٍ جِوَارُ
قال: يقول: أنت تجتمع معهم في نزار، فهذه قرابة لهم تعطفك عليهم.
وأقول: إنه فسر النصف الأول ولم يفسر الثاني، ومعناه: أن هؤلاء؛ بني كلاب، لهم حق عليك بمشاركتهم لك في نزار، وأقل ما يوجبه حق الشركة، (في الأصل)، أن تجيرهم بالعفو عنهم.

الصفحة 105