كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الكامل)
غَاضَتْ أنَامِلُهُ وَهُنَّ بُحورُ ... وخَبَتْ مَكائِدُهُ وهُنَّ سَعِيرُ
قال: أي: لما مات بطلت أفعاله، إلا من الذكر الجميل.
وأقول: هذا الاستثناء (الذي ذكره) لا يدل عليه اللفظ، وإنما ذكر غيض أنامله وهن بحور، وخبو مكائده وهن سعير، على وجه الإعظام والتعحب للبحار، مع كثرة مائها كيف تغيض، وللنار مع شدة اضطرامها (- ويعني نار جهنم -) كيف تخبو؟!
(والواو في وهن المكررة للحال.)
والمعنى: أنه يصفه بكثرة الجود على الأولياء، وبكثرة الانتقام من الأعداء.
وقوله: (الكامل)
طَارَ الوُشَاةُ على صَفَاءِ ودادِهِمْ ... وكذا الذُّبَابُ على الطَّعام يَطِيرُ
قال: معنى طاروا: ذهبوا وهلكوا، لما لم يجدوا بينهم مدخلا.

الصفحة 109