كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الطويل)
مَرَتْكَ - ابنَ إبراهيمَ - صَافِيَةُ الخَمْرِ ... وهُنَّئْتَهَا من شَارِبٍ مُسْكِرِ السّكْرِ
قال: معنى مسكر السكر: إما لأنك لا يغلبك السكر، ومن عادته أن يغلب كل شيء، فكأنك قد غلبته، وإما أنه استحسن شمائلك فسكر لحسنها، وكلاهما يحتمله البيت.
وأقول: الصحيح الوجه (الأول)، والثاني ليس بشيء! والمعنى أنه أراد المبالغة فعكس فجعله يسكر السكر الذي من عادته أن يسكر، ولا يسكره السكر. وهو مثل قوله: (الطويل)
طِوَالُ الرُّدَيْنياتِ يَقْصفُها دَمي ... وبيضُ السُّريْجِياتِ يَقْطَعُها لَحْمِي
وقوله: (الوافر)
عَدُويَّي كُلُّ فيكَ حَتَّى ... لَخِلْتُ الأُكْمَ مَوُغَرةَ الصُّدُورِ

الصفحة 111