كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الوافر)
ولو كُنْتَ امْرءاً يُهْجَى هَجَوْنا ... ولكِنْ ضَاقَ فِتْرٌ عن مَسِيرِ
قال: أي لست ممن يستحق الهجاء.
وأقول: هذه عبارة ناقصة، والمعنى: أنت أقل من أن تهجى، كما أن الفتر أضيق من أن يسار فيه؛ كأنه يقول: ليس لك (عرض)، وإنما يهجى من له عرض.
وقوله: (الطويل)
ذَرِ النَّفْسَ تأخُذْ وُسْعَهَا قبلَ بَيْنِهَا ... فمُفْتَرِقٌ جَارانِ دَرُهُمَا عُمْرُ
(قال: أي: إنما النفس مجاورة لهذا الجسم مدة العمر، ثم يفترقان إذا فني العمر.)
وأقول: فسر عجز البيت، وعجز أن يفسر صدره وهو: دع نفسك تأخذ ما تطيق مما تريد من لذة أو مال أو حرب؛ فإنها غير باقية مع الحسد.

الصفحة 113