كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الطويل)
إذَا الفَضْلُ لم يرفَعْكَ عن شُكْرِ نَاقِصٍ ... عَلَى هِبَةٍ فالفَضْلُ فِيمَن له الشُّكْرُ
قال: أي: إذا اضطرتك الحال وشدة الزمان إلى شكر الأصاغر من الناس على ما تتبلغ به إلى إمكان الفرصة، فالفضل فيك ولك، لا للممدوح المشكور.
وأقول: هذا الذي ذكره ليس بشيء!
وقال الواحدي: قال أبو الفضل العروضي: يقول أبي الطيب: الفضل فيمن له الشكر، ويقول أبو الفتح: الفضل فيك ولك فيغير اللفظ ويفسد المعنى، وإنما أوقعه في ذلك أنه توهم قوله، فالفضل فيمن له الشكر أنه الشاكر، وإنما هو المشكور. والذي أراد أبو الطيب أن الفضل إذا لم يرفعك عن شكرك الناقص على هبة، فالناقص هو الفاضل؛ يشير إلى الترفع عن هبة الناقص لئلا يلتزم شكره.
وقوله: (الطويل)
وكَمْ من جِبَالِ جُبْتُ تَشْهَدُ أنَّني ال ... جِبَالُ وبَحْرٍ شَاهِدٍ أَنَّي البَحْرُ
لم يفسر البيت لظهوره.
إلا أن قوله: أنني البحر يسبق إلى الوهم أنه في الجود، ولم يكن أبو الطيب

الصفحة 114