كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

ليدعي ذلك، ولا يدعى له، وإنما أراد: في العلم.
وأقول: لو كان (قال):
وكم من جِبَالٍ جُبْتُ تَشْهَدُ أنَّني ... أخُوهَا. . . . . . . . .
لكان (أقل كلفة، وأوقع تشبيها،) وأحسن من الإدماج في البيت، وتشبيه الواحد بالجمع. ولكنه لما قال:
. . . . . . . . . . . . . وبَحْرٍ شَاهدٍ أنَّني البَحْرُ
أراد أن يكون الأول مثل الآخر في ازدواج اللفظ فأوقعه في ذلك، والتكلف ظاهر فيه مع سوء التشبيه.
وقوله: (الطويل)
وخَرْقٍ مكانُ العِيسِ منهُ مَكَانُنَا ... مِنَ العِيسِ فيه واسِطُ الكُورِ والظَّهْرُ
قال: ومعنى البيت: أن هذه الإبل كأنها واقفة في هذا الخرق، وهو المتسع من الأرض، ليست تذهب فيه ولا تجيء، وذلك لسعته، فكأنها ليست تبرح منه كما قال آخر في صفة خرق: (الرجز)
يُمْسِي به القَوْمُ بِحَيْثُ أَصبْحَوا

الصفحة 115