كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الوافر)
بُلِيتُ بهِمْ بَلاَء الوَرْدِ يَلْقَى ... أُنُوفاً هُنَّ أوْلَى بالخِشَاشِ
قال: أي: تأذيت بلقاء غيرك من الرؤساء، ولم يليقوا بي، كما لا يليق الورد بأنوف الإبل.
وأقول: إنه يريد ببليت بهم أي: اضطررت إليهم، وامتحنت بهم، وهم لئام صعاب جهال لا يلائمونني ولا يليقون بي، فتأذيت بهم كالورد الذي يقرب من أنوف الإبل لتشمه (وهي لا تفهمه) فيتأذى بها، وهي بتقريب الخشاش إليها أولى ليذلها ويقودها.
وقوله: (الكامل)
فَعَلَتْ بِنَا فِعْلَ السَّماءِ بأرْضِهِ ... خِلَعُ الأَميرِ وحَقَّهُ لم نَقْضِهِ
أقول: إنه لم يذكر معناه، فكأنه استغنى عن ذكره بذكر مثله وهو قوله: (طويل)
فَبُورِكْتَ من غَيْثٍ كأنَّ جُلُودَنَا ... به تُنْبِتُ الدَّيبَاجَ والوشيَ والعَصْبَا
قال في هذا: جعله كالغيث، وجلودهم كالأرض التي تنبت إذا أصابها (38ب)
وأقول: إنه يحتمل البيتان معنى آخر، وهو أن الغيث إذا أصاب الأرض أنبتت

الصفحة 131