كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الوافر)
مُلِثَّ القَطْرِ أَعْطِشْهَا رُبُوعا ... وإلاَّ فاسْقِهَا السَّمَّ النَّقِيعا
أُسَائِلُها عن المُتَدَيَّرِيها ... فَلاَ تَدْرِي ولا تُذْرِي دُمُوعا
قال: دعا عليها لأنها لم تجبه ولم تبك على أهلها الماضين عنها.
وقال غيره: بلى! قد اجابته لو سمع، وبكت عليهم لو فهم، كما فهم غيره كلام الربوع، وبكاءها على أهلها، ولكنه سلك مسلك الجفاء، وما لا يطرب من النسيب.
وأقول: إن معنى قول هذا الآخذ على أبي الطيب أن الديار تجيب وتبكي (يعني): بلسان الحال؛ كقول أمير المؤمنين - عليه السلام: ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت: ذهبوا في الأرض ضلالا، وذهبتم في أعقابهم جهالا.
وقوله: (الوافر)
وليس مُؤدَّباً إلاَّ بِسَيْفٍ ... كَفَى الصَمْصَامةُ التَّعَبَ القَطِيعَا

الصفحة 142