كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

شرح ديوان أبي نواس. وقبل هذا البيت: (الطويل)
ما أنتَ إنْ قَرْما تَمِيمٍ تخاطَرا ... أخَا التَّيْمِ إلا كاوَشيظة في العَظْم
فيقال: إن جريرا قال: ما انصفني الفرزدق في شيء إلا في هذا! يعني قوله: قرما تميم.
وقوله: (الكامل)
فاليومَ قَرَّ لكُلَّ وَحْشٍ نَافرٍ ... دَمُهُ وكانَ كأنَّهُ يَتَطَلَّعُ
قال: أي: كأنه يهم بالظهور والخروج من غير أن يظهر ويخرج خوفا وجزعا. ونحو هذا أن الحمار إذا أروح الأسد واشتد فزعه قصده وطلبه دهشا وتحيرا. وأنشد أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لحبيب بن خالد: (الوافر)
سِلاحُ مُجَرَّبِ شَاكٍ إذ مَا ... نفوسُ القَوْمِ هَمَّتْ باطَّلاعِ
أي: من الخوف كما قال الآخر: (الطويل)
وخَفَّضْتُ من نَفْس وَقُورٍ كَريمةٍ ... إذا جَعَلتْ نَفْسُ الجَبَانِ تَطَلَّعُ

الصفحة 151