كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

. . . وأوَتْ إليها سُوقُها والأذْرُعُ
بقول أبي النجم: (الرجز)
يَأْوِي إلى مُلْطٍ (له) وكَلْكَلِ
فليس بينهما مشابهة. وذلك أن قوله: وأوت إليها سوقها معناه أنها كأنها (كانت) سلبتها، أو أخذت منها، أو غلبت عليها، فرجعت إليها بقرارها من كثرة الطراد وإدمان القتال. ومعنى بيت أبي النجم: إن (هذا الجمل) يعتمد على اعظائه ويستأند إليها لشدته وقوته.
وقوله: (المنسرح)
أَهْوِنْ بطُولِ الثَّواءِ والتَّلَفِ ... والسَّجنِ يا أبا دُلَفِ
غيرَ اختيارٍ قَبِلْتُ بِرَّكَ بي ... والجُوعُ يُرْضِي الأسودَ بالجِيَفِ
قال: أبو دلف هذا صديق له، بره ولاطفه، وهو في سجن الوالي الذي كتب إليه:
(المتقارب)
أيَا خَدَّدَ اللَّهُ وَرْدَ الخُدودِ. . . . . . . . .

الصفحة 154