كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الطويل)
يُفَدُّونَهُ حتى كأنَّ دِمَاَءهُمْ ... لجَاري هَوَهُ في عُرُوقِهِمُ تَقْفُو
قال: أي: كأن محبة الناس له أشد تقدما عند أنفسهم واختصاصا بهم من دمائهم.
وأقول: إن هذا مثل قوله: (الطويل)
جَرَى حُبُّهَا مَجْرى دَمي في مَفَاصِلي. . . . . . . . .
وفيه زيادة بجعله الدماء التي بها الحياة تقفو هواه وهو متقدم عليها.
وقوله: (الطويل)
تَفَكُّرُهُ عِلْمٌ ومَنْطِقُهُ حُكْمٌ ... وباطِنُهُ دِينٌ وظاهرُهُ ظَرْفُ
قال: هذه القصيدة من الضرب الأول من الطويل. وعروض الطويل مقبوضة على مفاعلن إلا أن يصرع البيت فيكون ضربه مفاعيلن أو فعولن فيتبع العروض الضرب، وليس هذا البيت مصرعا، وقد جاء بعروضه على مفاعيلن وهو تخليط

الصفحة 157