كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

أسَدٌ في اللَّقَاءِ ذو أشْبَالٍ ... ورَبَيعٌ إنْ شَنَّعَتْ غَبْراءُ
فقوله: أشبال (مفعولن) مشعث من فاعلاتن، والتشعيث إنما يكون في الضرب، ولا يكون في العروض إى حملا على الضرب أو ما يجوز في الضرب. فهذا امثل مما ذكره أبو الفتح، وهو وما شبه به شاذ، والشاذ الأولى اجتنابه.
وقوله: (الوافر)
وخَصْرٌ تَثْبُتُ الأبصارُ فيه ... كأنَّ عليه من حَدَقٍ نِطاقا
قال: تثبت فيه: أي تؤثر فيه لنعمته وبضاضته. وهذا نحو من قول الآخر: (الطويل)
ومَرَّ بَقَلْبي خَاطِراً فَجَرَحْتُهُ ... ولم أَرَ شَيْئاً قَطُّ يجرَحُهُ الفِطْرُ
وأقول: إنه فسر صدر البيت بما فسر، وليس بشيء!؛ والصحيح ما ذكرته في تفسير الواحدي. وقد جاء هذا المعنى في شعر السري أظهر، وهو قوله: (الطويل)
أحَاطَتْ عيونُ العَاشقين بخَصْرِهِ ... فَهُنَّ له دون النَّطاقِ نِطَاقُ

الصفحة 159