كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وفي قول بعض شعراء هذا العصر أخضر، وهو قوله من أبيات: (الوافر)
وأَحْوَرُ بَابِليُّ الطَّرْفِ أَحْوىَ ... إلى ألْحَاظِهِ تُعْزَى المُدامُ
تَثَنَّى فالعيونُ له نِطَاقٌ ... وغَنَّى فالقُلوبُ له نِظَامُ
وقوله: (الوافر)
فلا تَسْتَكرَنَّ له ابتِسَاماً ... إذَا فَهِنَ المَكَرُّ دَماً وضَاقا
قال: فهق: اتسع. وقال: (الطويل)
وإنَّا وإيَّاهَا لكالهَائِم الذي ... رأَى الماَء يجري من جَداوِلَ تَفْهَقُ
ومنه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون).
ويقال أيضا: انفهق المكان أي: اتسع، وركي فيهق: أي: واسعة. أي: إذا كثر الدم واتسع فضاق المكر به - وهو موضع الحرب، وهو من قول الأعشى: (الرمل)
والْتَقَى القَوْمُ بِضَرْبٍ صَادِقٍ ... مَلأ القَاعَ نَجِيعا فَطَفَحْ

الصفحة 160