كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

معا، وإنما أراه غباره على البعد، فليس للفائت فخر، ولا على الطالب، إن لم يلحق عيب؛ بل هو فرس مطموع في لحاقه على البعد.
وأقول: إما تمثيل بيت أبي الطيب ببيت أبي نواس فليس بينهما مماثلة. والذي ذكره الوحيد على ابن جني في هذا متوجه، والمعنى الذي أراد المتنبي: أن سيف الدولة قد ثبت عنده أني جواد لا يجارى، وسابق لا يبارى، لمن ضمني وإياه طلق، (وجمعني وإياه شأو)، فإذا أراد أن يلهو بأحمق أراه غباري، والغبار يرى من بعد، ثم قال له: الحق ولحاق الفائت إنما يكون للجواد بما دونه، فأما الكودن فإنه لا يمكنه لحاق المرسل معه، فكيف يكون مع الفائت الجواد! فأمره بذلك له هزء به وسخري منه.
وقوله: (الطويل)
وإطراقُ طَرْفِ العَيْنِ ليسَ بنافِعِ ... إذا كانَ طَرْفُ القَبْبِ ليس بمُطرِقِ
قال: الإطراق أن يرمي ببصره إلى الأرض.
قال: (الطويل)
وَمَا كنْتُ أخْشَى أنْ تكونَ مَنِيَّتي ... بِكَفَّ سَبَنْتَى أَزْرقِ العَيْنِ مُطْرِقِ

الصفحة 168