كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

قلبوا ثيابهم؛ يقولون: ستنقلب حالنا هذه إلى حال أخرى.
وقال غيره: الرواية في هذا البيت الشاهد غير ما رواه وهي:
قومٌ إذَا اشْتَبَهَ الخُروقُ عليهِمُ ... قَلَبُوا الثَّيَابَ. . . . . .
وأي معنى في البيت لذكر الكرام ونزولهم في محلهم وهم في فلاة ضلالا؟
وأقول: كأن هذا البيت - أعني بيت أبي الطيب - من قول أبي نواس: (الكامل)
فإذَا قَصَرْتَ لها الزَّمَامَ سَمَا ... فَوْقَ المَقَادِمِ مِلْطَمٌ حُرُّ
وقوله: (الطويل)
غذا الهُنْدُوانِيَّاتِ بالهَامِ والطُّلَى ... فَهُنَّ مَدَارِيهَا وهُنَّ المَخانقُ
قال: غذاها، أي: تعهد هامها كما يغذى الصبي، فصارت سيوفه للهام كالمداري وفي الأعناق كالمخانق؛ أي: قد صاحبت سيوفه الهام والأعناق كما صاحبتها المداري والمخانق.
وأقول: لا يحسن هاهنا ذكر المصاحبة بين الهام والأعناق والسيوف؛ لأنها لا تبقى معها حتى تصاحبها، ولكن لما كانت تحل في الرؤوس والأعناق جعلها لها مداري ومخانق لأن تينك محلهما.

الصفحة 176