كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

قال: الهاء في تروده يعود على النبت، أراد: أرود فيه، فحذف حرف الجر كما قال الآخر: (الرجز)
في سَاعةٍ يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أي: يحب فيها
وأقول: لا حاجة إلى تقدير حذف الجر وإضماره، بل: أروده: أطلبه وأنظره.
يقال: بعثنا رائدا يرود لنا الكلأ؛ أي: ينظر ويطلب. فالفعل على هذا متعد في هذا الموضع بنفسه، غير محتاج إلى إضمار جار، وقوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إذا بال أحدكم فليرتد لبوله أي: ليطلب مكانا لينا.
وقوله: (الرجز)
رَحْبِ اللَّبانِ نَائِهِ الطَّرائقِ
قال: النائه: العالي الشريف؛ يقال: ناه الشيء ينوه إذا علا، ونهت به ونوهته إذا أشدت به، ومنه قيل للنواحة نواهة لرفعها صوتها. والطرائق: جمع طريق وطريفة؛

الصفحة 180