كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

ثم فسره فقال: الشنون: اليابس، لأنه مشبه بالشن؛ وهو القربة اليابسة، الخلق؛
والزاهق أكثر طرقا من الزهم.
فيقال له: من أين قلت ذلك وكلاهما السمين؟ وهل ذلك إلا تحكم ودعوى بغير بينه، ورجم ظن بغير تحقيق؟ ولو قال قائل: إنه بالضد لم تجد له مدفعا، والظاهر أنه تكرير للتأكيد، وقد جاء ذلك كثيرا.
وقوله: (الرجز)
كأنَّما الجِلْدُ لِعُرْي النَّاهِقِ
مُنْحَدِرٌ عن سِيَتَيْ جُلاَهقِ
قال: الناهق: عظم مجرى دمع الفرس؛ شبه رقة جلده وصلابته على خده بسيتي قوس البندق.
وأقول: هذه عبارة غير مرضية! إنما أراد رقة الخد (وملاسته) وخلوه من اللحم، وذلك من علامات العنق.
قوله: (الرجز)
وزَادَ في السَّاقِ على النَّقَانِقِ

الصفحة 182