كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

أي: هو - لعمري - وإن كان كذا - فإن مفارقة الروح تبطل العجز غيره، وهي النهاية في الخوف والحذر.
فيقال له: ليس المصراع الآخر احتجاجا عليه مثل الأول. يقول: الحزن على النفس قبل فرقتها عجز، أي: ينبغي للإنسان أن لا يحزن على الشيء قبل فقده، والحزن بعد فراق النفس لا يكون، لأن الحزن إنما يكون للحي، فإذا ذهبت النفس فلا حياة، فلا حزن!
وقوله: (الخفيف)
شَاعِرُ المَجْدِ خِدْنُهُ شَاعِرُ اللَّفْ ... ظِ كلانَا رَبُّ المَعَاني الدَّقَاقِ
قال: وهذا البيت كأنه تفسير الذي قبله وقد سبق إليه البحتري؛ يقول (الكامل)
غَرُبَتْ خَلائِقُهُ وأَغْرَبَ شاعِرٌ ... (فيه) فأحَسَنَ مُغْرِبٌ في مُغْرِبِ
وأقول: هكذا رأيته في هذه النسخة أنه للبحتري، والصحيح أنه لأبي تمام من قصيدة يمدح بها عمر بن طوق أولها: (الكامل)
أَحْسِنْ بأيَّامِ العَقيقِ وأَطْيِبِ. . . . . . . . .

الصفحة 191