كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

أمَا للخلافَة من مُشْفِقٍ ... على سَيْفِ دَوْلَتِها القَاصِلِ
وقوله: (البسيط)
يَعُودُ من كُلَّ فَتْحٍ غيرَ مُفْتَخِرٍ ... وقد أغَذَّ إليه غَيْرَ مُحْتَفِلِ
قال: أغذ: جد في السير، فإن قيل: كيف يكون مغذا غير محتفل؟ فإنما يعني أنه غير محتفل عند نفسه وإن كان محتفلا عند غيره؛ لأن كبير الأشياء عند سواه صغير عنده.
فيقال له: ليس بين إغذاذ السير وترك الاحتفال تناقض أو تضاد؛ لأن ذلك إسراع إلى فتح الأمصار، وقتل الأعداء بغير احتشاد، وذلك ممكن، وهو مثل قوله: (الطويل)
وما هي إلاَّ خَطْرَةٌ خَطَرَتْ له ... بحَرَّان لَبَّتْهَا قَنا ونُصُولُ
وقوله: (المتقارب)
ومثلُ الذي دُسْتَهُ حَافِياً ... يُؤثَّرُ في قَدَمِ النَّاعِلِ

الصفحة 201