كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الخفيف)
إنْ تَرَيْني أَدُمْتُ بعد بَيَاضٍ ... فَحميدٌ من القَناةِ الذُّبُولُ
قال: أي: إن كانت الأسفار لوحت وجهي فليس بعيب في، وإن كان عيبا في
غيري، بل هو وصف في كما أن الذبول، وإن كان مذموما في غير القناة، فإنه محمود فيها لأنه يؤذن بقوتها كما قال أبو تمام: (الكامل)
لأنَتْ مَهَزَّتُهُ فَعَزَّ وإنَّما ... يَشْتَدُّ بَأْسُ الرُّمْحِ حينَ يَلِينُ
وأما قوله: بعد بياض فلا معترض به بل هو مشدد للمعنى لأنه لم يبال تغير لونه وشحوبه وسهومه، وإن كان غيره من الناس يستوحش لذلك ويشفق منه، فإنه هو يحمده من نفسه، ولو كان لم مدح نفسه لقلة الحفل بتغير لونه، وإنما لأجل أن بياضه استحال فلم يعبأ به (بل) ارتاح له ما بجح هذا وفخر به. فأما قول من يجهل وليس من أهل هذه الصناعة هلا قال.
. . . . . . . . . فَحَمِيدٌ من القَنَاةِ السَّوادُ

الصفحة 218