كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقول زهير:
ومَا أَدْرِي. . . . . . . . . . . . . . .
فلا خلاف أنهما تجاهل وتشكك ليقرب أحد الشيئين من الآخر، إذ أراد هجوهما فقرب الدنيا من الغانيات لتغيرها وتنقلها، وقرب آل حصن من النساء لعجزهم وضعفهم.
وأما بيت أبي تمام وهو قوله:
ومَكَارِماً عُتُقَ النَّجَار. . . . . . . . . . . .
فليس من قول زهير في شيء، وأنه أراد به التشكك والتجاهل، بل أراد التحقيق
والإثبات بقياس مركب من مقدمتين:
الأولى شرطية وهي قوله: إن كان هضب عمايتين قديما.
والأخرى: حملية محذوفة وهي أن هضب عمايتين قديم.
فنتج من هاتين المقدمتين أن مكارم الممدوح قديمة، وهذا تحقيق - كما ترى - لا تشكيك.
وأما بيت لشر وهو قوله:
أسائِلُ صَاحَبَيَّ. . . . . . . . . . . . . . .
فلم يرد التجاهل، وإنما سألهما عن الظعائن، وهو عالم بهن، تعللا (بهن) واشتياقا إليهن، كقول أبي الطيب: (الخفيف)
وكثيرٌ من السُّؤال اشْتِيَاقٌ. . . . . . . . .

الصفحة 222