كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

أو حبا لذكرهن، ولهجا بالحديث عنهن؛ كقول أبي الشيص: (الكامل)
. . . . . . . . . حُباً لذِكْرِكَ فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ
وقول أبي نواس: (الطويل)
ألا سَقَّنِي خَمْراً وقُلْ لي هي الخَمْرُ. . . . . . . . .
وقوله: (الخفيف)
وإذا العَذْلُ في النَّدَى زار سَمْعاً ... فَفِداهُ العَذُولُ والمَعُّولُ
قال: أي: المعذول الذي يدخل العذل سمعه لا غيره ممن يرد العذل.
فقيل له، على هذا التفسير: فينبغي للمتنبي أن يقيد هذا في لفظ البيت ليأمن نقصان العبارة واللبس بنقصان المعنى.
وأقول: إن قوله: لا غيره ممن يرد العذل ليس بشيء! وإنما يريد: إذا زار العذل سمع إنسان؛ أي: استمعه ولم يصم عنه، إذ استماعه منقصة ولوم، ففداه العذول

الصفحة 223