كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وأقول: هذا ليس بشيء! وإنما يقول: تنبهي فانظري - من النظر الذي هو طلب الرؤية - أو فظني - من الظن الذي هو اليقين كقول دريد: (الطويل)
فقلت لهم: ظُنُّوا بأَلْفيْ مُدَجَّجٍ. . . . . . . . .
أي: أيقنوا.
وتري: يحتمل أن يكون من رؤية العين، ويكون جواب فانظري: أي: فانظري تري.
و (أن) يكون أيضا، جواب فظني.
ويحتمل أن يكون من رؤية القلب، ويكون أيضا، جوابا لهما.
يقول: تري حرقا عظيمة؛ (يعني: حرقه)؛ من لم يذق اليسير منها فقد نجا، والذي ذاق اليسير لم ينج، فكيف بمن ذاق العظيم منها؟! وهذه مبالغة عظيمة كما ترى.
وقوله: (البسيط)
كَمْ مَهْمَه قَذَفٍ قَلْبُ الدَّليلِ به ... قَلْبُ المُحِبَّ قَضَاني بعد ما مَطَلاَ
قال: يريد شدة رعب سالكه.

الصفحة 226