كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

. . . ولا صَدَرتْ عن بَاخِلٍ وهو بَاخِلُ
أي: لأنها تخرجه عن صفة البخل بخروجه عن صفة الحياة والموت، لأنه إنما يوصف بالبخل من يوصف بالحياة فصفة الحياة مصححة لصفة البخل، فإذا مات خرج عن الصفتين.
وقوله: (الطويل)
رأيتَ ابنَ أمَّ المَوْتِ لو أن بأسه ... فَشَا بَيْنَ أهْل الأرْضِ لا نَقَطَعَ النَّسْلُ
قال: أي: لأن الناس كان يفتل بعضهم بعضا.
وأقول: هذا ليس بشيء! وإنما أراد المبالغة في وصف شجاعته. يقول: هو يخفي من بأسه بقيا على الناس من خوفه، لئلا ينقطع النسل (بإفشائه) وانقطاعه، إما بأن يكون بإسقاط قواهم عن الجماع لشدة الخوف، وإما بإهلاكهم، وهو أبلغ من الأول.
وقوله: (الخفيف)
وله في جَماجِمِ المالِ ضَرْبٌ ... وقعُهُ في جَماجِمِ الأَبْطَالِ

الصفحة 230