كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وهذا يدل على صعوبة الكلب فيقال: يكفي مع السلسلة والساجور - وهو عصا تجعل في عنق الكلب - حبل واحد فلا حاجة إلى الزيادة على ذلك.
وقوله: (الرجز)
آثارُهَا أمثَالُهَا في الجَنْدَلِ
قال: هذا من إغراقاته التي ذكرت؛ لأنه لم يوصف كلب قط بمثل هذا من ثقل
الوطء، وإنما جاء هذا عنهم في آثار الخيل والإبل، قال أبو النجم: (الرجز)
يُغادرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأجْزَلِ
(فيقال له: لم يرد ثقل الوطء كما ذكرت، بل خشونة القوائم. وقولك: وإنما جاء هذا (عنهم) في آثار الخيل والإبل غير صحيح، بل إنما جاء صفة لحوافرهن وخفافهن بالصلابة لا بثقل الوطء). وليس من الإغراقات وصفه بثقل الوطء، بل بالسرعة والخفة حتى إنه يوصف بالطيران كقول أبي نواس: (الرجز)
يَكادُ عندَ ثَمَلِ المِرَاحِ ... يَطِيرُ في الجَّو بلا جَنَاحِ

الصفحة 232