كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وصف عيسهم بالجد في السير، ووصف نفسه بالجد في البكاء، وأن جده في ذلك أكثر من جدهم. وجعل صفة الانهمال في الانحدار أوفى من صفة الذميل في السير.
وقوله: (الوافر)
وضفَّرْنَ الغَدَائِرَ لا لِحُسْنٍ ... ولكِنْ خِفْنَ في الشَّعَرِ الضَّلالاَ
قال: الغدائر: الذوائب. قال امرؤ القيس: (الطويل)
. . . . . . . . . تَضِلّ العِقَاصُ في مُثَنى ومُرْسَلِ
فجعل أن العقاص تضل في الشعر، وهذا جعلهن يضللن فيه، فزاد على ذكر العقاص.
وقيل: هو المدرى.
وأقول: إن الضلال يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون الضلال الغيبة من قوله تعالى: (أئذا ضللنا في الأرض) أي: غبنا.
والآخر: أن يكون ضد الهداية، وهو الحيرة.
والبيت يحتمل المعنيين، فإن أريد به الغيبة عني به الكثرة؛ يريد: فخفن أن يغبن في

الصفحة 238