كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

الحد، فقد تقصد أيضا وتستعمل المقاربة، واستشهد على بيت أبي الطيب في إضلال الخاتم والحيرة بسببه بقول الراجز:
فَهُنَّ حَيْرَى كمُضِلاَّتِ الخَدَمْ
فيقال له: ليس فيما ذكرت من الآية اقتصار ومقاربة، بل إغراق ومبالغة! وذلك أن المشكاة، وإن كانت في اللغة الكوة التي فيها مصباح، كما ذكرت، فالمراد بها هنا فاطمة الزهراء - عليها السلام - لما ذكره المفسرون ونقله المحدثون، منهم أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الواسطي يرفعه إلى الحسن - عليه السلام - وهي من رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو السراج المنير لقوله تعالى: (وسراجا منيرا) والسراج هاهنا المراد به الشمس لقوله تعالى: (و (جعل) الشمس سراجا). فلا نور أضوأ من هذا النور، فضرب الله مثلا لنوره في الهداية والبيان (بهذه المشكاة): التي هي فاطمة، والمصباح الحسن والحسين، و (الزجاجة كأنها كوكب دري) قال: كانت فاطمة - عليها السلام - كوكبا دريا من نساء العالمين:
(يوقد من شجرة مباركة): إبراهيم عليه السلام.
(لا شرقية ولا غربية): لا يهودية ولا نصرانية.
(يكاد زيتها يضيء): قال: يكاد العلم ينطق منها.

الصفحة 253