كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

فيقال له: هذا استحسان للكلام
كما زعمت، فهلا استحسنت المعنى بشرحك له وإبدائك عنه؟ فإنه أحسن من اللفظ؛ وهو أنه لما جعل هؤلاء النساء نورا، دعا لهن بالسقيا؛ لأن الماء نضرة النور، ودعا لنفسه بأن يحيا بهن؛ لأن ذلك من شأن النوار والأزهار.
وقوله: (الطويل)
إذَا ظَفِرَتْ منكِ العُيونُ بِنَظْرَةٍ ... أثابَ بِها مُعْيِي المطيّ ورازِمُهُ
قال - بعد تفسير غريبه -: والمعنى أن الإبل الرازمة إذا نظرت إليك عاشت
أنفسها، فكيف بنا نحن؟!
وأقول: هذا ليس بشيء! والمعنى ما ذكرته آخرا في مآخذ شرح الكندي.
وقوله: (الطويل)
وتكملَةُ العَيْشِ الصَّبَا وعَقيبُهُ ... وغائبُ لَوْنِ العَارِضَيْنِ وقَادِمُهْ
قال: قال المتنبي: أردت بعقيبه الشيب.
وأقل: هذا غير صحيح بل تكملة العيش هو الصبا أولا، ثم ما يعقبه من بلوغ الأشد حين يكون يافعا مترعرعا، ثم غائب لون العارضين وهو لون البشرة

الصفحة 256