كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

فيقال له: بل هذا التفسير ليس شيئا! ومعنى قوله: لا عرب ولا عجم إنما أراد بنفيهم عن ذلك تحقيرهم ودناءتهم بجهل أنسابهم، وأنهم غير معروفين فهم بمنزلة الأدعياء والعبيد.
وقوله: (الطويل)
وقد حَاكَمُوهَا والمَنايَا حَوَاكِمٌ ... فَمَا مَاتَ مَظْلُومٌ ولا عاش ظالِمُ
قال: أي لما ظلموا، وعتوا بقصدهم هدمها، أهلكهم سيف الدولة، وسلم أصحابه.
وأقول: قوله: وسلم أصحابه ليس بشيء! ولو قال: وسلمت هي؛ يعني الحدث، لكان صوابا، وذلك أن المحاكمة كانت بينهم وبين الحدث، وهم ظالموها بقصدهم هدمها، وليس لهم ذلك وهي مظلمومة بذلك؛ فما مات مظلوم: يعني الحدث، ولا عاش ظالم: يعني الروم.
وقوله: (الطويل)
بِضَرْبٍ أَتَى الهَامَاتِ والنَّصْرُ غائِبٌ ... وصَارَ إلى اللَّباتِ والنَّصْرُ قَادِمُ

الصفحة 259