كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

عُيونُ رَواحِلي إنْ حِرْتُ عَيْني ... وكلُّ بُغَامِ راَزِحَةٍ بُغَامي
وأقول: إن هذا الكلام دعاء على نفسه، أخرجه مخرج القسم، كقوله الآخر:
إنْ كانَ ما بُلِّغْتَ عَنِّي فَلا مَنِي ... صَديقي وشُلَّتْ من يَدَيَّ الأَنَامِلُ
فليس كما قال في هذا البيت وبيته الآخر الذي هو نظيره.
وقوله:
وذِي لَجَبٍ لا ذو الجَنَاحِ أمامَهُ ... بِنَاجٍ ولا الوَحشُ المُثَارُ بِسَالِمِ
قال: يقول: الجيش يصيد الوحش، والعقبان فوقه تسايره فتخطف الطير أمامه.
وأقول: بل الجيش هو الصائد للجنسين جميعا من الوحش والطير، والعقبان مرتفعة فوقه، صيدها جثث القتلى لا الطير ولا الوحش. هذا هو الصواب.
وقوله:
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارسِ في الوَغَى ... لأخُوكِ ثَمَّ أرَقُّ منكِ وأَرحَمُ

الصفحة 279