كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

قال: يرميه بأخته وبالابنة! وثم: إشارة إلى المكان الذي تخلى فيه للحالة المكروهة.
وأقول: بل يصفه بضد ذلك من العفة والرجولية والشجاعة. وثم: إشارة إلى الحالة المحمودة، وهي الوغى، واعتناقه الفوارس فيها.
وقد إنقلب فهمه في هذا البيت، ففسره بضد ما أراد الشاعر من أوله إلى آخره. (ويدل على ما قلت قوله بعد ذلك:)
يَرنُو إليكِ معَ العَفافِ وعنَدهُ ... أنَّ المجوسَ تُصِيبُ فيما تَحكُمُ
وقوله:
ومن العَداوةِ ما يَنَالُكَ نَفعُهُ ... ومن الصَّدَاقَةِ ما يَضُرُّ ويُؤلِمُ
قال: أي عداوة الساقط تدل على مباينة طبعه فتنفع، ومودته تدل على مناسبته فتضر.
وأقول: أن عداوة الساقط سقوط همة، وذلك مضرة لذوي الأقدار والرتب العالية (لا نفع كما ذكر) ويدل عليه قول الشاعر:
نَبيلُ العَدوِّ والصَّديقِ وإنَّمَا ... يُعَادي الفَتَى أكفاؤهُ ويُصَالِحُهْ
وبيت أبي الطيب من قول الحكماء: إياك ومصادقة الأحمق؛ فربما أراد أن ينفعك فضرك!.

الصفحة 280