كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

قال: بمثل هذا الثناء الشريف فليمدح الملوك والأجلاء!.
فيقال: هو كما تقول، ولكنه من قول ابن الرومي:
قالوا: أبو الصَّقرِ من شيبانَ، قلت لهم: ... كَلاَّ - لَعَمري - ولكن منه شَيبَانُ
وَكَمْ أبٍ قد عَلاَ بأبنٍ ذُرَا شَرَفٍ ... كما عَلاَ بِرَسُولِ الله عدنانُ!
وقوله:
كتَمتُ حُبَّكِ حَتَّى منكِ تكرِمَةً ... ثُمَّ استَوَى إسرَارِي وإعلاَنِي
كأنه زَادَ حَتَّى فاضَ عن جَسَدي ... فَصَار سُقمي به في جِسمِ كِتمَانِي
قال: كأنه، أي: كأن الكتمان، فأضمره وأن لم يجر له ذكر، لأنه لما قال: (كتمت) دل على الكتمان. وما علمت أحدا ذكر انستار سقمه وأن الكتمان أخفاه غير هذا الرجل.

الصفحة 289