كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله:
ألقَى الكِرامُ الأولى بَادُوا مكارِمَهُمْ ... على الخَصِيبِيِّ عند الفَرضِ والسُّننِ
فَهُنَّ في الحَجرِ منه كُلَّما عَرَضَتْ ... لهُ اليَتَامَى بَدَا بالمَجدِ والمِنَنِ
قال: المكارم بيده وتحت تصرفه، يستعملها في أي وقت شاء، وكيف شاء.
فيقال له: هل يحسن به أن يستعملها وهي في الحجر منه، من جملة اليتامى مقدمة عليها مبدوءا بها قبلها أن هذه لعبارة سخيفة من غفل سخيف!!.
وقوله:
قد شَرَّفَ الله أرضاً أنتَ سَاكِنُهَا ... وشَرَّفَ الناسَ إذ سَوَّاكَ إنسَاناً
قال: ما أعجبني قوله: (سواك) لأنه لا يليق بشرف ألفاظه، ولو قال: (أنشاك) أو نحو ذلك لكان أليق بالحال.
فيقال له: (سواك) أشرف من (أنشاك) وأليق من جانب اللفظ والمعنى:

الصفحة 292